الأحد، 4 مايو 2014

معيار لا يخطئ ٬ الاهتمام بما اهتم به القرآن




إيجاز / من المعايير التي ينبغي الرجوع إليها في بيان ما هو أحق وأولى بالرعاية والتقديم على غيره: أن نعنى بالأمر على قدر ما عني به القرآن الكريم.
فما اهتم به القرآن كل الاهتمام ٬ وكرره في سوره وآياته ٬ وأكده في أمره ونهيه ٬ ووعده ووعيده ٬ يجب أن تكون له الأولوية والتقديم والعناية في تفكيرنا وفي سلوكنا ٬ وفي تقويمنا وتقديرنا.
وذلك مثل الإيمان بالله تعالى ٬ وبرسالاته إلى أنبيائه ٬ وبالدار الآخرة ٬ وما فيها من ثواب وعقاب ٬ وجنة ونار.
ومثل أصول العبادات والشعائر من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة ٬ والصيام والحج وذكر الله تعالى وتسبيحه وتحميده واستغفاره والتوبة إليه ٬ والتوكل عليه والرجاء في رحمته والخشية من عذابه ٬ والشكر لنعمائه ٬ والصبر على بلائه. إلى آخر تلك العبادات القلبية الباطنة ٬ والمقامات الربانية العالية.
ومثل أصول الفضائل ومكارم الأخلاق ٬ ومحاسن الصفات من الصدق والأمانة والقصد والعفاف ٬ والحياء والتواضع ٬ والبذل والسخاء ٬ والذلة على المؤمنين والعزة على الكافرين ٬ والرحمة بالضعفاء ٬ وبر الوالدين ٬ وصلة الأرحام ٬ وإكرام الجار ٬ ورعاية المسكين واليتيم وابن السبيل.
وما اهتم به القرآن اهتماما قليلا ٬ نعطيه مثل ذلك القدر من الاهتمام ولا نبالغ فيه ٬ مثل الإسراء" بالنبي عليه الصلاة والسلام ٬ الذي أعطاه القرآن آية واحدة ٬ وليس كالغزوات التي أخذت سورا كاملة.
أما "مولد النبي" فلم يعره القرآن التفاتا ٬ فدل على أنه أمر غير ذي بال في الحياة الإسلامية ٬ إذ لم يرتبط به معجزة كما ارتبط بميلاد المسيح ٬ كما لم يرتبط به عمل أو عبادة تطلب من المسلمين على وجه الإيجاب ٬ ولا على وجه الاستحباب.
فهذا معيار لا يخطئ ٬ لأن القرآن هو عمدة الملة ٬ وأصل الدين ٬ وينبوع الإسلام ٬ والسنة إنما تأتي شارحة مبينة. والله تعالى يقول: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) ٬ ويقول: (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ٬ يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم.(
وقال تعالى: (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين(
والمقصود: أنه بين الأصول التي لابد منها ليقوم الدين على أساس مكين ٬ فما من أصل من الأصول الكلية التي تحتاج إليها الحياة الإسلامية ٬ إلا وهو منبثق من القرآن ٬ إما مباشرة أو بالاستنباط.
وقد جاء عن الخليفة الأول قوله: لو ضاع مني عقال بعير لوجدته في كتاب الله.

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة